أكثر من مليار طالب خارج المدرسة .. العنف يطاردهم في حجرهم الصحي .. هذه بعض النصائح

في السابع من نيسان، في منطقة التل – طرابلس، فارقت الطفلة السورية مهى الحياة بعد تعرّضها للضرب الوحشي على يد والدها.
قصص مماثلة حدثت وتحدث كل يوم، ومئة “مهى” معرّضة للعنف يومياً في لبنان، في وقتٍ تتخوف الجمعيات التي تعنى بقضايا الطفل وحمايته من ازدياد هذه الحالات، إذ كثيراً ما تشكّل الضائقة المادية والوضع الاجتماعي كما الضغط النفسي محفّزاً لدى الأهل لمعاقبة أولادهم بطرق وحشية.
حذّرت الأمم المتحدة أخيراً من “استغلال الأطفال الضعفاء خلال جائحة كوفيد-19 وخاصة الأيتام واللاجئين ونزلاء مؤسسات الصحة النفسية”، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية، العام الماضي، إلى تعرّض “حوالي مليار طفل تراوح أعمارهم بين سنتين و17 سنة للعنف الجسدي أو الجنسي أو المعنوي أو حتى الإهمال”.
في هذا السياق، تؤكّد المديرة التنفيذية لجمعية “حماية”، لما يزبك، أنّ “الجمعية لم تبلَّغ منذ إعلان التعبئة العامة وإغلاق المؤسسات الاقتصادية والتعليمية عن أي حالة عنف أسري، كما أن الجهات الرسمية لم تصدر أي تقرير، غير أن هذا الأمر لا يعني أن العنف ضد الأطفال غير وارد”.
أمام الواقع الذي يعيشه الأطفال في لبنان، لا سيما من يعاني وأهله من تبعات هذه الأزمات المتلاحقة، ومن تعرّض مسبقاً للعنف، توجِّه يزبك وجمعية “حماية” مجموعة نصائح للأهل لتفادي الصدام مع أبنائهم واللجوء إلى العنف، وهي:
– التعاون بين أفراد الأسرة.
– تجنّب التغيير بالترتيب اليومي لنشاطات الطفل، من دراسة ولعب وأكل ونوم وغيرها.
– الاتصال بـ”حماية” حين يجد الأهل أنفسهم غير قادرين على التعامل مع أبنائهم، لتقديم النصح والإرشاد.
الظروف صعبة، وكثيراً ما تتعطل لغة الحوار بين الأهل وأطفالهم في وقت يبدو أن لا بصيص أمل يلوح في الأفق. من هنا تقدّم “حماية” مجموعة إرشادات للأهل في الحجر، وهي:
– التربية مسؤولية الوالدين، ويجب أن يعتمدا الطرق نفسها بتناسقٍ، لئلا يعتاد الطفل التلاعب على القانون.
– الإصغاء إلى أفكار الطفل وأحاسيسه وهواجسه، والحديث معه عن الأزمة التي يمر بها العالم، وتثقيفه حول الفيروس دون بثّ الرعب في نفسه.
– تقديم النصائح للعناية بالنظافة الشخصية وطرق تجنّب التقاط العدوى.
– التناوب بين الأهل وأخذ قسط من الراحة.
– اسنغلال الظرف لضمان التفاعل بين الطفل وأهله، وبينه وبين أشقّائه.
– في وقت يمكن أن تكون منصّات التواصل الاجتماعي خطيرة، يجب على الأهل مراقبة نشاط أطفالهم، دون ترهيب، والعمل على توعية الطفل حول خطورة التواصل مع من لا يعرفونهم جيداً، وحول انتحال الشخصية المنتشر بين الأشخاص المتحرشين بالأطفال.
– تجنّب التحقيق مع الطفل، واعتماد المرونة وسلاسة الحديث لمساءلته حول نشاطاته على الإنترنت.
– حماية الطفل لا يمكن أن تكون مسؤوليته وحده، بل يجب أن يفسر الأهل له الفرق بين لمسة وأخرى، وتوعيته على أهمية المحافظة على خصوصيته وخصوصية جسده.
– الاتصال على الخط الساخن لـ”حماية” عند الحاجة.
وفُرضت أزمة كورونا على “أكثر من 1.5 مليار طالب خارج المدرسة”، حسبما أشارت “هيومن رايتس ووتش”. ومن المرجح أن يؤدي فقدان الوظائف والدخل وانعدام الاستقرار الاقتصادي في لبنان إلى زيادة معدلات العنف الأسري والاستغلال الجنسي. في حين يؤدي الضغط النفسي لدى العائلات التي تعيش في الحجر الصحي، إلى زيادة حالات العنف. في هذا الإطار تشدّد يزبك على أن “مسؤولية التبليغ عن حالات العنف ضد الأطفال تقع على عاتق الجيران والأقارب لا سيما من يشارك الطفل المنزل نفسه، أي أحد الوالدين مثلاً”، في وقت تقلّصت قدرة الجمعية على رصد الحالات عبر برنامج الرقابة بسبب الإغلاق التام. من هنا تؤكد يزبك أن “التبليغ يتم بشكل سري للغاية يحفظ سلامة المبلِّغ”.
النهار اللبنانية.