الصينيون يتحدثون عنه ،الطبيب الفلسطيني علي الوعري .. مقاتل على جبهة محاربة “كورونا”

تقدم أكثر من 30 عربيا يعيش في مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين، مركز تفشي فيروس كورونا الجديد، بطلبات للمشاركة في الأعمال التطوعية لمكافحة الوباء.
فقد أطلق المواطن الفلسطيني علي الوعري دعوة تطوعية على منصة تطبيق “ويتشات” الصيني الشهير للتواصل الاجتماعي أعرب فيه عن رغبته بالتطوع في أعمال وجهود المدينة في مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، لتتوالى بعدها طلبات قدمها 33 شخصا آخرون خلال يومين، فيما يواصل العدد ارتفاعه.
أنشأ الوعري، المتخصص في جراحة الصدر، ويتقن اللغة الصينية، مجموعة على تطبيق “ويتشات” لترجمة الأخبار الرسمية المتعلقة بهذا الفيروس، وخاصة التدابير المتخذة في ووهان، إلى اللغة العربية، لمساعدة أصدقائه العرب في ووهان في البداية، لتتوالى بعد ذلك مشاركات الأصدقاء الذين بلغ عددهم 484 عضواً حتى الآن، معظمهم من العرب الذين يعيشون في ووهان.
وقال الوعري: “أثق بأننا سنحقق النجاح في مكافحة الوباء، ولكن بعض الطلبة الوافدين يشعرون بالخوف لأنهم شباب بعمر 18 أو 19عاماً فقط، ويجب علي رعايتهم مثل أخيهم الكبير بالرغم من الرعاية الكبيرة التي توفرها لهم الجامعات هنا.
ويمارس الوعري في مجموعة ويتشات هذه كل يوم أدواراً متعددة — مترجم، طبيب، أخ كبير…… والذين يتلقون مساعدة منه يريدون مساعدة آخرين حاليا.
وحول ذلك، قال محمد الخطيب، وهو فلسطيني إن أهله أيدوه وشجعوه على القيام بالعمل التطوعي في ووهان، معرباً أن مكافحة الوباء هي قضية تحتاج إلى الوقت فقط لضمان حلها وتجاوزها بشكل تام.
وأضاف الخطيب: “لا بد علينا من الاستمرار في بذل أقصى جهودنا وألا نستسلم أبداً. ”
من هو علي الوعري؟!
قبل أكثر من 20 سنة، أخذ الفلسطيني علي الوعري قرارا مهما في حياته، حيث وصل إلى الصين للتعلم. ولكن والده عارضه بشدة في بادئ الأمر، ولم يتكلم معه ليومين متتاليين. وفي اليوم الثالث، وافق على القرار لأنه عرف من زملائه بأن الصين دولة جيدة تتمتع بموارد ثقافية وتعليمية ممتازة. فوافق شرط أن يتعلم ابنه الطب.
وصل الوعري الشاب العاصمة الصينية بكين عام 1995 لدراسة اللغة الصينية أولا. وفي العام التالي بدأ دراسة الطب في جامعة تونغجي بمدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين.
كان ينوي الدراسة في الصين، ثم العودة إلى بلاده ليعمل كطبيب، ولكنه بعد التخرج، لاحظ مستوى التطور الذي تتميز به الصين في وقت لا تزال بلاده تعاني من حالة الحرب.
وفي عملية الدراسة، وجد شريكة حياته فبادر للزواج من زميلته الصينية. وفي العام 2012، استقر الوعري في مدينة ووهان التي تعد مسقط رأس زوجته وفتح صفحة جديدة لحياته المهنية هنالك.
وبعد سنوات من تشغيل مطعم خاص في ووهان، شرع الوعري في إعادة التخطيط المهني، فقرر العمل في قطاع الدواء للاستفادة من اختصاصه بشكل أكبر.
والآن يتولى الوعري منصبي مساعد مدير عام شركة توبجيني البيولوجية، ونائب مدير عام فرع ووهان للشركة.
وحول ذلك قال الوعري إن الطب الصيني يشهد تطورا سريعا وجيدا، وهناك تفاؤل كبير تجاه مستقبل الدواء الصيني في البلدان العربية، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق ستساهم في زيادة تواجد الدواء الصيني في السوق العربي.
وأعرب الوعري عن سعادته بالحياة والعمل في الصين قائلا: ” الصين منحتني العلم والزوجة والرزق، وجعلتني أتقدم في حياتي، لم أكن نفس الشخص بدون الصين، اشعر بالانتماء الى هنا. ”
وتابع ” أعيش هنا منذ 24 عاما، وأشعر أنني صيني.”