اضطرابات النطق والسمع .. الأخصائية فاطمة جمعة: الدلال الزائد للطفل مشكلة وأحذر من التنمر
قالت أخصائية علاج اضطرابات النطق والسمع واللغة في عيادة كيركلينك ومركزها الخاص في بلدة كفرقدوم فاطمة جمعة في لقاء مع موقع طب24 الاخباري أن لا علاقة مباشرة للتغذية بتأخر النطق الذي يصاب به الطفل، في الوقت الذي حذرت فيه من ظاهرة التنمر التي يتعرض لها والضغط النفسي يولد مشاعر سيئة لدى الطفل مما يدفعه لتجنب الكلمات أو المواقف التي يخطئ فيها وهذا يبرز كثيرا في حالات التأتأة مما يجعل فعالية الجلسات العلاجية أقل مما هو مطلوب.
وتاليا نص اللقاء
– تأخر نمو اللغة عند الأطفال هل ينجم عنه بعض المشاكل ؟
بالتأكيد ٫ لتطور سليم للطفل من الناحية التواصلية والاجتماعية ومن بعدها أكاديمية يجب أن تكون لغة الطفل سليمة ومتناسبة مع عمره
لكل مرحلة من المراحل العمرية نقاط تطور لغوية إن كان الطفل قد وصل إلى عمر نقطة معينة ولم يتقنها بعد هذا يكون مؤشر خطر ويجب استشارة أخصائي السمع والنطق واللغة.
– ماذا عن البرامج العلاجية والخدمات التي تقدمها اخصائية السمع والنطق واللغة فاطمة جمعة؟
هناك العديد من الخدمات المطروحة بما يتناسب مع مشكلة كل طفل وعمره٫ فكل شخص أو طفل يختلف عن الآخر ( نستقبل فئات من جميع الأعمار وليست فقط فئة الأطفال).
بداية يكون هناك جلسة تقييم شاملة لكل الجوانب ( اللغة ٫ الإدراك٫ النطق٫ السمع ٫التواصل بالإضافة لمعرفة تاريخ الحالة بشكل شامل وبعض النصائح للأهل ).
تتنوع الجلسات ما بين الأنشطة والتمارين العضلية( اللسان والوجه وأحيانا اليد) وتمارين التركيز وبعض التقنيات لزيادة الوعي والتقليل من المشكلة أو التخلص منها نهائيا.
– تأخر اللغة عند الأطفال هل ينجم عنه بعض المشاكل؟
أسباب تأخر النطق
هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا في تأخر عملية النطق عند الأطفال
من أبرزها:
العوامل البيئية والحرمان البيئي ( قلة التواصل مع الطفل خصوصا في المنزل ومن قبل الأهل)
ضعف عضلات النطق أو وجود مشكلة فيها ( ضعف الشفاه ٫ مشاكل اللسان ولا تشمل ربطة اللسان أو اللجام فهذا لا يؤخر النطق وإنما يؤثر فقط على حرفي الراء واللام)
استعدادات الطفل الإدراكية والعقلية( فالتأخر العقلي مثلا يسبب تأخر في النطق أو يخلق نطق غير واضح)
الدلال الزائد والشديد الذي يدفع الطفل أنه ليس بحاجة للكلام( أول ما يبكي عندما يطلب شيئا مباشرة الأم بتعطي حتى بدون ما يأشر )
وجود متلازمة عند الطفل أو اضطرابات سلكوية كمتلازمة داون والتوحد
ضعف السمع يشكل عامل أساسي بالنسبة لاكتساب اللغة والنطق ( يجب متابعة السمع عند الطفل منذ الولادة وعدم إهماله)
قد يواجه الطفل أكثر من سبب في آن واحد مما يجعل مشكلته أصعب وأكثر تعقيدا.
مشاكل النطق دون أن تترافق بمشاكل لغوية تتراوح ما بين
أخطاء في نطق الحروف بمواضع الكلمة المختلفة
العمليات الفونولوجية( حذف٫ تشويه٫ تبديل وغيرها)
مشاكل في ترتيب الحروف وتسلسلها في الدماغ كما في الأبراكسيا .
– هل الاستهزاء أو السخرية من الطفل المتأخر في النطق يتسبب في تأخر شفائه؟
العوامل البيئية والنفسية تؤثر بشكل كبير على سير عملية النطق أو اللغة
فالتنمر والضغط النفسي يولد مشاعر سيئة لدى الطفل مما يدفعه لتجنب الكلمات أو المواقف التي يخطئ فيها وهذا يبرز كثيرا في حالات التأتأة مما يجعل فعالية الجلسات أقل مما هو مطلوب وأيضا نحن كأخصائيين نحاول في الجلسات تعزيز الطفل بأكبر قدر ممكن وبأشياء بسيطة كقطعة من الشوكولا ٫ ستيكر ٫بالون وغيره.
فكلما زادت ثقة الطفل بنفسه وكانت نفسيته أفضل نلاحظ تطور الجلسات وفعاليتها بشكل أكبر.
– هل توجد أطعمة معينة تتسبب في تأخر النطق أو تزيده ؟
إلى الآن لا يوجد أي بحث علمي مثبت ومنشور يبين علاقة أي نوع من الطعام بتأخر النطق أو اللغة.
هناك الكثير من الخرافات حول هذا الجانب خصوصا في عملية تحسين النطق
كأكل العسل أو شرب ماء سلق الأرز وغيره
وجميعها خرافات لا أساس لها من الصحة أو العلم
فعملية النطق أو اللغة تعتمد على حركات العضلات والنفس والإدراك والقدرات العقلية
وملعقة من العسل ليست سحرا يقلب الطفل فجأة إلى طفل طبيعي.
نقص بعض العناصر والفيتامينات قد يؤثر على ذاكرة الطفل فيعاني الطفل من النسيان وليس من التأخر كنقص نسبة الحديد في الدم وفيتامين B12.
– كم تستغرق الخطة العلاجية لمساعدة الطفل على تحسين عملية النطق؟ وهل هناك حالات معينة يصعب معها التحسن ؟
لا يمكن تحديد الوقت الذي يحتاجه الشخص بشكل قطعي
فعملية التأهيل تعتمد على عدة عوامل منها تعاون الأهل ومتابعتهم للجلسات و الالتزام بالمواعيد وعدم التقطيع بالإضافة لتعاون الطفل وقدراته الاستيعابية وحجم مشكلته فكلما كانت المشكلة أعقد كان الوقت أطول.
مثلا أطفال زراعة القوقعة لا يمكن إنهاء تأهيلهم قبل عامين ونصف مع الالتزام الكامل بجميع الجلسات ومنهم من يحتاج ٥ سنوات لإنهاء التأهيل
بالمقابل الطفل الذي يخطئ في حرف أو حرفين قد لا يتجاوز الشهر
فالموضوع واسع والحالات متفاوته ويكاد يكون معدوما تشابه حالتين معا.
نعم هناك حالات يكون تأهيلها صعب ولكن ليس مستحيل كحالات التوحد مثلا تحتاج إلى سنوات كثيرة وصبر والتزام ولكن يمكن الوصول بالطفل إلى مرحلة الاستقلالية( لا يصبح إنسان طبيعي ولكن يمكن أن يقترب من الطبيعي إلى حد كبير)
– هل الرفاهية أو التدليل من ضمن أسباب تأخر النطق عند الاطفال ؟
الدلال الزائد يعد أحد الأسباب التي تساهم في تأخر النطق وكذلك الضغط ،فالزيادة مؤذية والنقصان والشد مؤذٍ أيضا
الطفل يحتاج بيئة غنية وسطية توازن بين حقوقه وواجباته.
هل هناك أسباب وراثية وراء تأخر النطق ؟
الوراثة تظهر في بعض اضطرابات النطق كالتأتأة سواء في الأقارب أو التوائم أو في بعض المتلازمات الوراثية التي يصاحبها تأخر في النطق
ولكن بالمقابل إذا كانت الأخطاء النطقية لوحدها غير مرافقة لخلل معين فلا علاقة للوراثة فيها( مثلا: إبدال حرف الكاف تاء أو تأخر الكلام لعمر 4 سنوات دون وجود خلل دماغي أو جسدي )
– هل الطفل المصاب بتأخر النطق يمكن ان يقال ان لديه تخلفا عقليا؟
قطعا لا يمكن.
التخلف العقلي (mental retardation) : اضطراب يتم تشخيصه في سنوات العمر المبكرة يحدث بسبب وجود مشكلة خلال فترة الحمل( كتناول الأم للأدوية أو إصابتها بالحصبة الألمانية) أو أثناء الولادة ( كنقص الأكسجين) أو حوادث ما بعد الولادة ( كإصابات الرأس والتعرض لعناصر سامة)
مما يسبب خلل عصبي نتيجة لتلف في خلايا الدماغ ٫ ويصاحبه اضطرابات سلوكية وحركية وتأخر في النطق واللغة وغيرها من المشاكل.
كل شخص يعاني من تخلف عقلي قد يعاني من تأخر في النطق ولكن العكس غير صحيح.
وماذا عن سبل العلاج لاضطرابات الكلام ؟
تختلف سبل العلاج باختلاف المشكلة وتتنوع الجلسات العلاجية ما بين:
تعديل السلوكيات الخاطئة( خوف٫ قلق٫ حركات جسدية مختلفة…)
تعديل وتصحيح عملية التنفس بحيث تصبح من البطن والأنف وليس من الفم والأكتاف.
تدريبات مختلفة لتحسين عضلات النطق( اللسان ٫ الشفتين …)
أهداف لغوية مختلفة حسب مستوى الطفل اللغوي والإدراكي.
قد يكون الشخص كبيرا مما يؤدي لفقدان الكلام نتيجة جلطة أو حادث الأهداف والنشاطات تختلف حسب العمر أيضا.تأخر نمو اللغة عند الأطفال هل ينجم عنه بعض المشاكل ؟
بالتأكيد ٫لأن اللغة تعتبر حجر الأساس لعملية النطق ولضمان تطور سليم للطفل من النواحي التواصلية والاجتماعية ومن بعدها الأكاديمية يجب أن تكون لغة الطفل سليمة ومتناسبة مع عمره.
لكل مرحلة من المراحل العمرية نقاط تطور لغوية ٫ إن كان الطفل قد وصل إلى عمر نقطة معينة ولم يتقنها بعد هذا يكون مؤشر خطر ويجب استشارة أخصائي السمع والنطق واللغة.
– نصائح لأولياء الأمور من وجهة نظركم في إطار متابعة مشاكل أطفالهم ذات الصلة بالنطق والسمع واللغة؟
لا تتأخر في تقييم مشكلة طفلك كلما كان التدخل أبكر كانت النتائج أفضل وأكثر فعالية.
افتح المساحة لطفلك للكلام واللعب والتعبير عن نفسه اسمح له أن يختار ملابسه وطعامه وغيره لا تقيده ولا تجعله اتكاليا وازن .
تكلم مع طفلك كثيرا وأعطيه من وقتك.
الضرب الضرب وسيلة مؤذية جدا وكذلك التوبيخ يولد مشاعر سلبية للطفل ويجعل حالته أسوأ .
لا تنجرف وراء الخرافات والأفكار القديمة حول علاجات السمع النطق واللغة فالعلم يسعى ليقدم لكم كل ما هو منطقي مبني على الدليل لا على الصدفة.
لا تقارن طفلك بطفل آخر فلكل طفل استعدادات وقدرات تختلف عن غيره.
مشاكل النطق واللغة أغلبها عامل الوراثة فيها محدود٫ لذلك لا تقارن طفلك بأبيه أو جده أو عمه أو أي أحد من أقاربه فإن تأخر الجد مثلا في الكلام ليس بالضرورة أن يتأخر حفيده فلكل منهم بيئته واستعداداته وقدراته العقلية.
طفلك متأخر أو يعاني من مشكلة هناك من يستطيع أن يساعده ولا يعني أنه ناقص فمعظم جلسات العلاج تساعد الأطفال إلى حد كبير ومنهم من تختفي لديه المشكلة نهائيا.
لا تترددوا باستشارة أخصائي السمع والنطق واللغة نحن موجودون لمساعدتكم أنتم وأطفالكم.
أخيرا:
نحن لا نسمى الصم والبكم ٫ مجرد اللفظ مؤذ لفئة من أصحاب الهمم بالإضافة لأننا نسعى لتطوير مهارات الطفل التواصلية لفظيا كهدف أول ٫ وجعل لغة الإشارة كهدف أخير في حال تعسرت جميع طرق التواصل اللفظية ٫ حيث يتم تحويل الطفل لأخصائي تواصل بلغة الإشارة.
وأؤكد أن تخصص النطق والسمع واللغة يندرج ضمن كلية الطب وعلوم الصحة / علوم طبية مساندة بجامعة النجاح الوطنية.
