تركيا: منيرة القيس .. صيدلانية سورية تداوي غربتها بالنجاح

ضمن تغطياتنا في موقع #طب_24 نسلط في زاوية “طبيب بيحكي” الضوء على مسيرة الصيدلانية السورية منيرة القيس، بعد مسيرة وتجربة حافلة قاومت أعراضها بالتفوق في مجال الصيدلة على الساحة التركية.
“معكم الصيدلانيه منيرة القيس من سوريا (دمشق) اتخرجت ضمن تخصص صيدلانية عام 2011 في بداية الازمه السوريه مع الاسف لم اتمكن من ممارسه المهنه الا لفتره قصيره وبعدها انتقلت مع عائلتي الي تركيا( اسطنبول ) ومن هنا بدأت رحلتي من جديد في الدراسه وتعلم لغه جديدة ولم تكن المحطة الجديدة في حياتي بالسهله أبدا” بدأت الفيس حديثها لطب24.
وتعتبر القيس أن التحاقها في حقل الصيدلة كانت أهم وأفضل خطوة في حياتها.
وتتابع ” كانت رغبة والدي في التحاقي بكلية الصيدلة وبتوفيق من الله ودعم عائلتي تمكنت من الدراسه والتخرج والحمد الله”.
مع مرور الوقت اكتشفت أن تخصص الصيدلة يمثلني بكل ما تعنيه كلمة “صيدلانية” من قيم وأخلاق وأهداف ساميه في حب الخير ومساعدة المرضى ومتابعتهم.
فأنا أعيش مع كل مريض و أشعر بشعوره، احزن لحزنه وافرح من كل قلبي عندم يأتي أي مريض ويقول لي( شكرا دكتورة انا اتحسنت كتير عالدوا يلي صرفتي لي اياه ) بعد أن وصفه الطبيب المختص..
“دعوات المرضى لي أغلى شي أملكه تشعرني كاني املك الدنيا وما فيها عندما أرى شفائهم اشعر بالتفاؤل وراحة نفسيه جميله جدا”
التجربة في تركيا
شق منيرة طريقها في تركيا لم يكن “بالأمر السهل ابدا”.
” كانت مرحلة صعبة جداً بدأت برحلة تعديل الشهادة في عام 2017 وبعد 3 سنوات وبفضل من الله حصلت على شهاده التعديل حيث اضطررت للدراسة في جامعة اسطنبول وتقديم امتحان التعديل” أضافت القيس.
ماذا بعد ؟
بالطبع بعد دراسة اللغة التركية تم قبولي ورفضي بالعمل عدة مرات ولكن لم استسلم وبحثت عن عمل حتى استقريت في صيدلية في مدينة اسينيورت في اسطنبول منذ ٣ سنوات.
ماذا أضافت لك هذه التجربة ؟
هذه التجربة من أهم التجارب في حياتي لم تكن بالأمر السهل أبدا في بداية الأمر عانيت من مشكله اللغة وهذا الأمر طبيعي جدا في البداية كنت مترددة ولكن لم ايأس استمريت في تعلم اللغه وممارسة مهنتي بكل شغف وحب.
دور مهم للصيدلي
تكمن أهمية دور الصيدلي في توعية المرضى وعدم انجرافهم وراء أي اشاعه أو معلومة كذابة أو خاطئة غير مضمونة أو موثوقة.
“دوري انا كصيدلانية ليس فقط إعطاء المريض الدواء وصرف الروشيته هناك ما هو اهم من ذالك بكثير وهو متابعة حالة المريض الصحيه، الأدوية وطريقة استخدامها والأهم من ذلك الراحة النفسية وهو أحد أهم عناصر الشفاء من المرض.
بعد ممارستي للمهنة ومتابعة المرضى عن قرب اكتشفت شفاؤهم ليس فقط بالدواء ولكن بالكلمة الحلوة والمتابعة والاهتمام وحب الخير وتمني الشفاء لهم من القلب.
ففي هذا الوقت الدعم النفسي لأي مريض مهم جدا وهو مدخل للراحة الجسدية وجبر الخواطر بالكلمة الحلوة أهم بكتير من صرف الروشيتة.
– البعض يقول إن الصيدلاني “بائع أدوية كما لو كان في دكان”!
للأسف هذا اعتقاد الكثير ان الصيدلي بائع أدوية أو مجرد مهنه تكمن في صرف روشيتة؛ هذا الكلام للأسف يحجم هذه المهنه وينقصها حقها.
في المعنى العام طبعا الصيدلي مهنته صرف وصفت الطبيب واعطاء الدواء للمرضى ولكن لا تقف عند هذا الحد فهي أكبر وأهم من ما نحن نشعر به.
فمهنة الطبيب هي تشخيص الحالة ووصف العلاج ، في المقابل مهنة الصيدلاني عي صرف هذه الروشيته وتوعية المريض لجهة طريقة استخدام هذه الأدوية وكيفية التعامل معها.
كثير من الأحيان يأتي المريض ويقول لي الدكتور قال لي الصيدلاني سوف يشرح لك كيفية الاستخدام وهنا تكمن اهميتي ودوري الكبير في رحلة شفاء هذا المريض ومتابعته وصولا للتعافي
وهنا أتحدث عني شخصيا فأنا أحب ومن كل قلبي متابعة المرضى بكل خطوة.
اتحدث معهم ماذا حصل اين وصل في مرحلة الشفاء هل هناك انتكاسة أو بالعكس وفي نهاية المطاف اشعر بالراحة والاطمئنان عندما أرى شفائهم وعودتهم للحياه الطبيعية.
أسئلة مهمة ومتكررة يجب طرحها على الصيدلاني؟
بالنسبه للأسئلة المهمة التي يجب طرحها هناك الكثير من اسئله الاستفهام التي يجب فكها وشرحها للمريض قبل خروجه من الصيدلة أولها: ماذا كتب له الطبيب وما هي تشخيص حالته الصحية؟
المشكله الكبيره التي يعاني منها كل المرضى من الجالية العربية في إسطنبول هي اللغه وعدم فهمهم للطبيب في حال التعامل مراجعة طبيب تركي حتى في وجود المترجمين ومع ذلك لن يكون كافي للمريض في الشرح.
فالمريض عندما يأتي للطبيب أو الصيدلي يأمل بأن يشرح حالته النفسيه بنفسه يتمنى ان يفهم عليه الطبيب أو الصيدلي بدون اي مترجمين فلن يفهم حالتك النفسيه والمريضه ووجعك الا انت لذلك لغه التواصل جدا مهمة.
وعند عدم توفرها هنا تكمن المشكله الكبرى.
المريض لا يعرف ما هي حالته أو ما هي الأدوية وكيفية الاستخدام؟
ماذا يجب أن يفعل من اين يبدأ؟
وانا شخصيا شاهدت كثيرا من هذه الحالات.
يأتي المريض في حاله ضياع كامل.
أي ممارسات سلبية تلمسونها عند بعض المرضى؟
حاليا وبشكل كبير نرى أن كثير من المرضى يفرطون في تناول الأدوية المسكنه على امل ان يتخطوا الأزمه أو حل المشكلة.
ولكن للأسف هذا حل خاطئ ومؤقت يزول مع الوقت وفي كثير من الأحيان يؤدي لأمراض خطيره لم تكن بالحسبان.
وانا شخصيا شاهدت مثل هذه الحالات
اتمنى من كل قلبي واناشد اي مريض أو أي شخص في عدم تناول المسكنات بشكل دائم؛ ففي كثير من الأحيان تكون مسكنه لأعراض خطيرة.
الجسم يقوم بتنبيهنا لها لكي نتجه للعلاج أو نعرف ماذا يحصل في داخل جسدنا وعند تناول هذه المسكنات نقوم بتغليف هذه الأعراض فتتطور الحالة ونصل لمرحله لم نكن نتوقعها.
فحل المشكله الأساسية جدا مهم وفي كثير من الأحيان حلها يبدأ بالتشخيص الصحيح ومباشرة العلاج والالتزام والتفاؤل.
ماذا عن الإفراط في تناول المصادات الحيوية؟
من العادات السلبية جدا تناول المضادات الحيويه بشكل دائم وبدون وعي.
فكثير من المرضى يعتقدون أن أي حالة أو وجع يزول بتناولهم حبة مضاد حيوي وهذا طبعا مفهوم خاطئ جدا بالعكس تماما المضاد الحيوي يمكن أن يشفي عندك حالة التهابيه معينه وفي المقابل يؤدي لآثار جانبيه وفي بعض الأحيان خطيرة نحن بغنى عنها.
اتمنى من كل شخص عدم تناول المضادات الحيوية من دون روشيتة الطبيب.
– كصيدلانية هل تلتزمين بعدم صرف المضادات الحيوية إذا لم يقدم المريض روشيتة من طبيبه؟
أنا عن نفسي لا أعطي أي مريض مضاد حيوي بدون وصفة طبيب أو حاله مرضية تستدعي بالفعل دائما.
أسعى في توجيه المريض وتوعيته.
فالتوعيه اهم بكثير من صرف دواء او ربح مبلغ مادي لا قيمة له أمام روح انسان وضع ثقته بك.
– أي علاقة يجب أن تربط الصيدلاني بالطبيب؟
علاقه الطبيب والصيدلي علاقة جدا رائعة وسامية وخالية من أي تعقيدات.
فأنا كصيدلي علي الالتزام واحترام تشخيص الطبيب ومتابعة الحالة المرضيه معه بكل حب وثقة. فكل شخص له وظيفته التي يجب ان يتمها على أكمل وجه.
فنحن نقوم بإعادة الابتسامة لمريض يأمل بالشفاء و مهنتنا أسمى بكثير من أن تكون مهنه تجاريه فنحن لا نتاجر بسلع أو أي شيء.
نحن نحمل أرواح أشخاص غاليه وعلينا الحفاظ عليها لا أن نؤذيها.
كلمة أخيرة..
في النهايه اتمنى الشفاء لكل مريض لكل انسان فقد الامل بالشفاء لكل صغير وكبير فمهنتي لا تنتهي بوقت دوامي فقط بل هي خارج أوقات دوامي.
فأنا على استعداد للاجابة على أي سؤال يتعلق بالوصفة الدوائية لأي مريض.
اتمنى من كل مريض الالتزام بتعليمات الطبيب والصيدلي وعدم التهاون في اي معلومة او دواء.
واتمنى من كل صيدلي التعامل مع المريض بكل حب وتقدير واحترام وابتسامة دائمه تعيد الامل لكثير من المرضى.
فنحن لا نتعامل مع فئه محددة في المجتمع نحن نتعامل مع كل الفئات اصغرها واكبرها وعلينا احترام جميع التعليقات
نستقبل المريض بحب وابتسامه ونودعه بأمل بالشفاء وابتسامه ( تبسمك في وجه اخيك صدقه ) وهذه من أهم وأرقى الصدقات براي الشخصي .
فكل الحب والشفاء العاجل لأي شخص تعرفت عليه من خلال عملي أو لم اعرفه.
اتمنى ان تزول جائحة كورونا عنا جميعا.
وبالحب نصنع المعجزات.
ودمتم بأمان الله دائما وابدا من القلب دليلكم ومرشدكم الصحي منيره القيس.