ثقافة الكمامة .. كيف ستصبح جزءاً من حياتنا اليومية خلال الأسابيع المقبلة؟

لطالما أثارت مسألة وضع الكمّامات جدلاً منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد إلى اليوم، وبعدما نصحت منظمة الصحة العالمية بعدم ضرورة ارتداء الكمامة إلا للجسم الطبي والمصابين أو في حال تقديم الرعاية لمصاب، أصبح التركيز اليوم على أهمية ارتداء الكمامة بشكل إلزامي واتباعها كنمط حياة جديد وسلوك فردي وقائي.

تنظر ثقافات العالم بتفاوت كبير إلى فكرة ارتداء الكمامات. فالآسيويون معتادون على وضع الكمامات بكثافة أولا بسبب التلوث وثانياً بعدما واجهوا أوبئة عديدة منذ سارس في 2003، في حين تجد شعوب دول أخرى أن الكمامة ليست ضرورية. والشعب يتماثل بسلوكيات قادته، حيث ارتبط وضع الكمامة بما يريد المسؤول تمريره، فإذا وضعها فهو يريد التركيز على الصحة العامة، أما في حال تخلى عنها فهو يريد أن يقول إن خطر العدوى ضئيل.

وبعد تحذير مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، منذ يومين، من أن التخلص من وباء كوفيد-19 في العالم لا يزال بحاجة لوقت طويل، لا سيما أن غالبية الدول في المراحل الأولى من التصدي له. “لا يخطئن أحد: أمامنا طريق طويل. هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة”.

لم يعد خافياً على أحد أن نمط الحياة تغيّر شئنا أم أبينا، على المواطن اعتياد سلوكيات صحية جديدة ومنها ارتداء الكمامة وغسل اليدين باستمرار والالتزام بالتباعد الاجتماعي. خبراء في علم الأوبئة وأطباء توجهوا منذ انتشار الوباء بصرخات صحية وعلمية تشدد على أهمية الوقاية واتخاذ الاجراءات الوقائية لتفادي انتشار كورونا.

بالأمس قالها #وزير الصحة حمد حسن، بعد اجتماع المجلس الصحي الأعلى، على أننا نحتاج إلى تعاون مجتمعي لنمرّ الى مسار العودة إلى الحياة الطبيعية بحذر ودقة، مؤكداً “إذا أردنا تخفيف بعض إجراءات التعبئة العامة فارتداء الكمامة أصبح إلزاميًا”.

كيف على المواطن أن يعتاد ثقافة الكمامة؟

يبدي الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية الدكتور حسن زراقط أسفه لما آلت إليه الأمور في الأيام الأخيرة وارتفاع عدد الإصابات. ويقول لـ”النهار” إن “ما شهدناه كان يمكن تفاديه وعدم حدوثه لو التزم الناس بالتدابير والإجراءات الوقائية. على الناس أن تعرف أن نمط الحياة تغيّر، وعلينا أن نعتاد نمط حياة من الحد الأدنى من التواصل والاختلاط الاجتماعي بهدف الاستمرار في العجلة الاقتصادية”.

وتبقى القاعدة الأساسية الحرص على التقيّد بالتعليمات المتعلقة بكيفية وضع الكمامة ونزعها، وعلى نظافة اليدين عند لمسها.

أية كمامة هي الأفضل؟

* بالنسبة للعاملين في القطاع الطبي: الكمامة التي من نوع N95 هي الفضلى لتأمين الحماية.

* بالنسبة للمواطنين: كمامة القماش المتوافرة في الصيدليات تكون كافية لتأمين الوقاية والالتزام بالمعايير الصحية الموصى بها. النصيحة الأهم: عند ارتداء القناع ولا تلمسه أبداً وانزعه بطريقة صحيحة لتفادي التقاط العدوى.

* القفازات: لا ينصح باستخدامها عند المواطنين لأنها تعطي شعوراً زائفاً بالأمان. إن ارتداء القفازات لن يحميك بالضرورة من الحصول على COVID-19 وقد يستمر في انتشار الجراثيم. أفضل طريقة لحماية نفسك من الجراثيم عند القيام بالمهام وبعد الخروج هي غسل يديك بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية أو استخدام معقم اليدين مع 60% كحول على الأقل.

ما هي أبرز التوصيات حول الكمامة؟

* نوعية الكمامة وجودتها هما اللتان تؤثران في امكانية التقاط العدوى من عدمه. لذلك من المهم ارتداء الكمامة الصحيحة والأهم الالتزام بمسافة التباعد الموصى بها.

* استخدام الكمامة تستعمل لمرة واحدة فقط.

* قبل ارتداء الكمامة وبعدها يجب غسل اليدين أو فركهما بالسائل المعقم.

* على المريض أن يحرص على وضع الكمامة لتجنب نقل الفيروس بالرذاذ عند العطس إلى الآخرين.

* يجب عدم لمس الوجه بما فيه العينان والفم بعد لمس مساحات يمكن أن تكون ملوثة.

* عدم نزع الكمامة عند الحديث لأن الخطر الأكبر يكمن في الرذاذ المتطاير من الفم عندما نتحدث.

* عدم نزع الكمامة عند السعال أو العطس بل على العكس يجب ابقاؤها بهدف الوقاية.

* إن الوسائل الفضلى لتأمين الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد هي بغسل اليدين بشكل متكرر والسعال في الكوع أو في محرمة، والحفاظ على مسافة آمنة.

* ارتداء الكمامة بطريقة خاطئة قد ينقل لك العدوى.

* تغطية الفم والأنف وتأكد من عدم وجود فجوات بين وجهك والقناع.

* لإزالة القناع: قم بإزالته من الخلف (لا تلمس الجزء الأمامي للكمامة لأنها أكثر منطقة تعرضت للتلوث الخارجي) وارمهِ في حاوية مغلقة ومن ثم نظف يديدك بالماء والصابون.

النهار اللبنانية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى