حمزة عكروش .. ينتصر على اضطراب التوحد ويدخل القفص الذهبي(صور)
كتب اسامة الرنتيسي
قد تكون سابقة في الأردن والعالم العربي، أقول قد….
وقد تكون خطوة تجاوزت الطب والدراسات العلمية والاجتماعية والثقافية ما أقدم على فعلها الإنسان الحضاري المتعلم التقدمي في الأفكار والسلوك ياسر عكروش.
ياسر أبو علي وضعته الظروف بأن يكون أحد أبنائه الرائعين (علي ومرح وحمزة) يعاني من اضطراب التوحُّد، اكتشف ذلك وعُمر حمزة ثلاثة أعوام، فغمره بحب وعطاء لا يوصفان، شاركَتهُ في ذلك والدة المحامية سهير عكروش قبل أن تغادر الحياة بخطأ طبي قبل سنوات.
الأهم أن ياسر عكروش لم يفعل مثلما تفعل معظم الأسر التي تحاول أن تُغلق الأبواب والحياة والنور على طفلها إذا كان يعاني من أي اضطراب، بل أسهم ياسر في إيجاد منافذ للحياة والنور للوسيم حمزة الذي اقترحت يوما على المخرج المصري الكبير خالد يوسف أن يشركه معه في أحد مشاهد أفلامه عندما شاهد حمزة في مهرجان الفحيص فأبدى إعجابا بالفكرة.
تعلم حمزة العزف على آلات موسيقية عديدة، كما تعلم فن التطريز والرسم على الزجاج، والعمل في مؤسسات.
لم يكن حمزة عالة على أحد، بل أبدع في كل عمل توجه له، فعزف للموسيقار عمر خيرت، وأتقن الرسم والتطريز حتى نظم له مهرجان الفحيص معرضا كان من أكثر المعارض الجاذبة للزوار.
آخر إبداعات ياسر عكروش بعد دراسة واستشارات علمية وطبية لِمَ لا يكون لحمزة أسرة وعائلة خاصة.
قبل يومين خطب ياسر فتاة جميلة لابنه حمزة كي تكون شريكته في الحياة المقبلة، وفي حفل عائلي بحضور أبونا الخوري عماد علامات عقد حمزة قرانه على فتاة جميلة اقتنعت بأنها ستكون شريكة حمزة في حياته ومستقبله.
ولأن ياسر من المثقفين الطليعيين، اتفق مع أهل الفتاة على فترة تعارف جيدة بين حمزة وعروسه، كي يتفاهما ويأخذا على بعضهما كنوع من التدريب والتعليم على أسس الحياة المشتركة.
ياسر عكروش دائما يبدي شجاعة غير عادية في وصف التغيير الذي أحدثه حمزة في العائلة حيث غيّر معنى الحب والعطاء لدى أفراد الأسرة كافة، ما خلق حالة فريدة من التجانس للبحث عن حلول لتحسين أحوال حمزة العامة.
الدكتور جاك سركيس المتخصص في متابعة حالات حمزة وصاحب مركز ريادي في هذا الموضوع، يؤكد أن خطوة ياسر عكروش تجاه ابنه حمزة قد تكون سابقة لم تحدث في الأردن.
وقال إن التوحُّد هو اضطراب في النمو يرتبط في اختلال في الجهاز العصبي وغالبا ما يعاني المصابون بالتوحد من نقص في التواصل الاجتماعي والكلامي، ومشكلات سلوكية مثل الحركة التكرارية.
وأكد سركيس أن الاضطراب هذا فقط يؤثر في الجهاز العصبي ولا يؤثر ابدا في أي أوضاع صحية للشخص، لهذا سيعيش حمزة مع زوجته حياة زوجية طبيعية ولا يمكن أن تكون الحالة وراثية إذا أنعم الله على حمزة وعروسه بالأولاد في المستقبل.
وكان ياسر عكروش قد طرح فكرة ريادية لا يزال يكررها في أي موقع بضرورة إيجاد مركز حرفي مهني متخصص لحالات التوحد حتى يتعلموا مهنة معينة يستفيدون منها ويستفيد منهم المجتمع، حيث يملكون قدرات جيدة في تطوير مهاراتهم.
