دخلت قلوبهم بأسلوبها.. د.أماني حجازي: هكذا أتعامل مع خوف الأطفال في عيادتي

خاص بـ”طب24″تعد زيارة عيادة الأسنان من أهم الهواجس التي تراود الكبار قبل الصغار، فأشكال الإبر وأصوات المعدات وغيرها من الأمور المتعلقة بألم الأسنان، تجعل من تلك الزيارة مصدر رعب لدى الكثيرين، لاسيما الأطفال على وجه الخصوص.

أما د.أماني عدنان حجازي طب وجراحة الفم والأسنان فقد كان لها رأي آخر، حيث استطاعت أن تطرق الباب لدخول قلوب الأطفال وأن تجعل من تجربة زيارة عيادتها من أمتع اللحظات وأجملها.

تقول حجازي في حوار خاص مع “طب24” في معرض حديثها عن تجربتها إن كسر حاجز الخوف لدى الأطفال عند الجلوس على كرسي طبية الأسنان ليس سهلا.

وتضيف :” بالنسبة لزيارة طبيب الأسنان كثير من الناس بواجهونها بخوف وتردد وخاصة الاطفال وكسر حاجز الخوف والتردد عند الاطفال ليس بسيطا حيث أعتمد أسلوب المحادثه الطويلة مع الطفل عن أشياء بعيده عن الطب والاسنان مثلا عن هواياته واهتماماته ثم ندخل بهدوء لعالم طب الأسنان وتحديد الألم والمشكلة أحاول دائماً قدر المستطاع أن تكون الزيارة الاولى تفقدية بعيدة عن أي علاجات مؤلمة قدر المستطاع وهذا من شأنه أن يخلق ثقة قوية بين الطفل والطبيب”.

وتتابع في هذا الإطار:” ومن عادتي شرح جميع الإجراءات التي أقوم بها للطفل بأني أقوم بإعطاء هدايا تشجيعية للأطفال لإلتزامهم بتعليماتي والمراجعات وهنا أنوه ممنوع الكذب بتاتا عند التعامل مع الأطفال”.

مؤكدة في الوقت ذاته أنها تشعر بالسعادة دائماً في عيون الاهل والثناء في كلامهم عند الانتهاء من علاج أطفالهم.

“ويسعدني جداً عندما يخبروني كيف أن طفلهم تقبل موضوع العلاج وتحسن والتزم بالتعليمات وكيف يقص عليهم عدم خوفه من الطبيب بصراحه هذا عندي أعظم إنجاز” أوضحت حجازي.

وردا على سؤال يتعلق بمشاكل الأسنان عند الأطفال في فلسطين، أكدت حجازي أننا نعاني من نقص شديد بالتوعية اللازمة.

لافتة في الوقت ذاته الى الدور الذي يقوم به قسم العناية الصحية في المدارس.

واستدركت حجازي مضيفة:” إلا أننا بحاجة لمعلومات وتثقيف أكبر بخصوص معالجة الأسنان اللبنية وهذا أسلوب أعتمدته شخصياً وبشكل تطوعي بزيارة روضات الأطفال والمدارس الابتدائية لإعطاء نصائح وتعليمات للاطفال وأولياء أمورهم على حد سواء”.

هل ثمة اضرار جانبية لخلع الأسنان اللبنية وعدم الاهتمام بصحتها على الطفل؟

عالم معالجة الاسنان اللبنية عالم جميل ومهم جداً لان الله لم يخلق هذه الأسنان عبثا بل لها دور عظيم في نمو وتشكيل الاسنان الدائمة وتشكيل شخصية الطفل أيضاً.

فالخلع المبكر له أضرار كبيرة من ناحية نقص الأسنان وصعوبة النطق الذي يرافقها أحياناً صعوبة في مضغ الطعام مما يؤدي لمشاكل في المعدة والأمعاء بالإضافة لتأخر بروز الأسنان الدائمة أحياناً أو تغيير مكانها بسبب الخلع المبكر ولذلك ننوه لضرورة معالجة الأسنان اللبنية ومتابعتها والحفاظ عليها قدر الإمكان لوقت التبديل.

– من المهم مراجعة الاهتمام بصحة الفم والأسنان ومن ثم مراجعة طبيب حتى لو لم يكن الطفل يعاني من آلام .. كيف تعلقين؟

ومن هنا يأتي دور المتابعه الدورية للاطفال حتى لو لم يكن هناك ألم دائماً أفضل أن تكون هناك زيارة دورية ودية بين الطفل والطبيب
بالنسبة لي أتبع هذا الاسلوب في عملي حيث تبدأ بزيارة تعارف فقط ثم تعليم الطفل كيفية إستخدام الفرشاة والمعجون لتنظيف الأسنان داخل العيادة حيث اطلب منهم إحضار فرشاتهم الخاصة وإعطاءهم تعليمات الاستخدام الصحيح والطريقة الصحيحة ومتابعة نمو الأسنان ومتابعة أي مشكلة من بدايتها يعطينا فرصه لإصلاحها دون تعب او ألم بالنسبة للطفل.

– لا يستطيع أولياء الأمور السيطرة على ما يأكله الأطفال خاصة خلال الدوام في المدرسة.. فبماذا تنصحين أولياء الأمور للمحافظة على أسنانهم في تلك الحالة؟

بالنسبة للتغذية الصحية تلعب دور أساسي في نمو الطفل وتقوية بنيته الجسدية وكذلك الأسنان، لذلك نركز دوماً على ضرورة التغذية السليمة للطفل وإدخال المواد الغذائية السليمة لطعام الطفل كالحليب والبيض والأجبان لكن هنا لا نستطيع بتاتا منع الطفل من تناول الحلويات خاصة اثناء تواجد الطفل بالمدرسة وخارج المنزل.

لكن هنا نستطيع تعويد الطفل وتثقيفه صحياً منذ الصغر وتقليل ادخال هذه المأكولات لطعام الطفل ومن هنا أنوه لضرورة شكر الكثير من المقاصف المدرسية التي حولت مقاصفها لأكل صحي وسليم.

– طب الأسنان في تطور مستمر.. فما الوسائل الإضافية التي من الممكن أن تخفف من رهبة زيارة طبيب الأسنان سواء على الطفل أو الكبار أيضا برأيكم!؟

عالم طب الاسنان عالم متطور بشكل سريع العلاجات معظمها أصبحت سهله وسريعة وذات نتائج رائعة العلاج والوصول لنتيجة ترضي الطبيب
والمريض يحتاج لتعاون جميع الأطراف.

ومن هنا أكرر أن الزيارات الدورية لطبيب الأسنان مهمة جداً لإزالة الخوف والتردد ومعالجة أي مشكلة في بدايتها دائماً أسهل من جعلها تتراكم .