طعامه يحدد ذكاءه.. كيف تؤثر تغذية طفلك على قدراته المعرفية؟

“الألف يوم الأولى في حياة الطفل -بما في ذلك الأشهر التسعة التي قضاها في الرحم- تُمثِّل فرصة كبيرة، يمكنك دوما تغيير مسار غذائك، لكن إذا كنت على المسار الصحيح من البداية فستكون حياتك أسهل فيما يتعلق بالصحة العامة، وستُحقِّق له التغذية المبكرة فائدة كبيرة بتكلفة منخفضة”

تُخبرنا أخصائية التغذية الدكتورة رند الديسي، ، أن أهم المراحل في تغذية الطفل هي الألف يوم الأولى التي تتشكّل فيها البنية الأساسية لجسم الطفل، وفيها يمكننا -نوعا ما- التحكم في غذاء الطفل والتركيز على العناصر الغذائية المتكاملة والمتنوعة، أما بعدها فغالبا ما يكون الطفل انتقائيا في غذائه، فيركز في فترة ما على أغذية معينة ثم ينتقل لغيرها

وهي تؤكد إمكانية تعويض قصور التغذية في المرحلة اللاحقة بعكس الألف يوم الأولى في حياة الطفل التي لا يمكننا تعويض قصور التغذية فيها.

وتنصح الديسي بالتركيز على تغذية الأم خلال فترة ما قبل الحمل، إذ تُثبت دراسات حديثة متعددة تأثيرها بشكل رئيسي على جينات الأطفال الخاصة بالأمراض غير المنتقلة أو الأمراض المزمنة التي تحدث في عمر متقدم، وترتبط أيضا بتغذية الأم خلال فترة الحمل، وتُشير إلى ضرورة أن تكون الزيادة في وزن الأم طبيعية، إذ ترفع الزيادة المفرطة في الوزن من أخطار إصابة الأم بالسكري أثناء الحمل وارتفاع ضغط الدم الذي قد يُنذر بولادة مبكرة، كما يزيد من احتمالات ارتفاع ضغط الدم لدى الطفل في عمر متقدم، وتوضح أن الزيادة الأقل من الطبيعية في وزن الأم تعني أيضا زيادة خطر تعرُّض الطفل للإصابة بالسكري من النوع الثاني والسمنة في عمر متقدم، لذلك تنصح الأم بالوصول إلى الوزن الطبيعي إذا كان الحمل مُخططا له.

وتوضّح أن أبرز العناصر التي يجب الحصول عليها خلال فترة الحمل هي البروتين، الذي يؤمّن الأحماض الأمينية الضرورية للنمو والفيتامينات والمعادن، وتختلف الحصص المطلوبة وفقا للوزن والطول والعمر للمرأة الحامل، لكنها تبلغ تقريبا أربعة أضعاف ما كان جسم الأم يحتاج إليه قبل الحمل وخاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة للحمل من ناحية البروتين، إذ يلعب البروتين دورا رئيسيا في بناء أنسجة وعضلات الجنين والإنزيمات والهرمونات.

وتُشير في النهاية إلى أهمية الحصول على النشويات من مصادر ذات نسب سكريات قليلة وتسمى أغذية ذات مؤشر غلايسيمي منخفض، مثل الشوفان والحبوب الكاملة، لترتفع نسبة السكر تدريجيا، وتؤكد أن الحصول على حمض الفوليك خاصة في أول ثلاثة أشهر من الحمل وما قبل الحمل بثلاثة أشهر بنسبة 400 إلى 600 ميكروجرام يوميا يحمي الجنين من أمراض متعددة تسمى عيوب الأنبوب العصبي، التي يمكن أن تحدث لدى بعض الأجنة والأطفال، وتُسبِّب مشكلات في النخاع الشوكي قد تؤدي إلى الشلل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى