عن التربية الجنسية!

كتب ‎البروفسور وأخصائي علم النفس العلاجي والطبي والتربوي والنمو‎ في ‎عيادة للتشخيص والعلاج النفسي والمحاضر‎ مروان دويري

من يعتقد أنه إذا تم منع الحديث عن الجنس مع الأولاد سيبعدهم عنه فهو مخطئ، لأن الأولاد والبنات يعيشون الغريزة الجنسية منذ طفولتهم ومشغولون ذهنيا وعاطفيا فيها بل ربما غاطسون فيها.

ومن يعتقد أن تقريب الأولاد والبنات من الدين، أي دين، يبعدهم عن الانشغال بالجنس فهو مخطئ أيضا، بل ربما أن الاقتراب من الدين دون التطرق للجنس ربما يثير الارتباك والشعور بالذنب والخطيئة.

البدائل الواردة أمام الأهل والمربين هي إما ترك الأولاد والبنات يتخبطون وحدهم بما يشعرون ويفكرون ويبحثون عن إجابات من خلال التجربة والخطأ، أو من خلال أصدقائهم، أو بالتسلل لمواقع إباحية سرا وهذا هو البديل الأخطر.

أما البديل الثاني فهو فتح الموضوع معهم للتداول في تخبطاتهم وأسئلتهم لتمكينهم من السيطرة على هذه الغريزة وضبطها بدلا من أن تسيطر هي عليهم.

التربية الجنسية لا تشجع على الإباحية بل تزيد من ضبط الغريزة وليس العكس. التربية الجنسية تعلم الأولاد والبنات كيف يحموا أنفسهم من التحرشات الجنسية الشائعة في مجتمعنا أيضا.

أما إبقائهم في حالة غموض وسذاجة يبقيهم في دائرة الخطر والاستغلال.

إذا كنا نحن الكبار مقتنعين بالإجابات والمواقف التي لدينا، فلماذا نخشى فتح هذا الموضوع ومناقشته مع الأولاد والبنات الذين يتخبطون وضائعين بهذا الموضوع.

من حق الأهل الاطلاع على مضامين التربية الجنسية بل يكونوا شركاء في صياغتها لكي تراعي ثقافة مجتمعنا ولكن ليس من الحكمة أن يعارضوا بشكل سافر التربية الجنسية لأولادهم وبناتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق