كورونا .. متعافٍ من سلفيت يروي تجربته ويطلق صرخته

بعد قضائه أربعة وعشرين يومًا في مركز الحجر الصحي بمدينة اريحا، عاد الشيخ حسن مرعي الى حضن عائلته وربوع قريته قراوة بني حسان شمال غرب محافظة سلفيت بعد التأكد من تعافيه من فيروس “كوفيد 19 الذي قلب الموازين في العالم منذ بداية ظهوره في ووهان في الصين، وأثار الرعب بين الناس.

ومع أن الأخبار المتداولة حول انتشار فيروس كورونا وعدد الإصابات والوفيات يوميا تثير الهلع في قلوب الناس، إلا أن قصة الشيخ مرعي مع المرض تدعو للتفاؤل تبعا للحقائق الإيجابية التي يتم إهمالها في ظل التركيز على الجانب الكارثي للجائحة العالمية.

بدأت قصة الشيخ مرعي مع المرض، بعد عودته من رحلة إيمانية الى باكستان استمرت اربعة أشهر وأثناء عودته الى أرض الوطن، وبالتحديد في الثاني عشر من آذار الماضي أثناء عودته من مدينة أريحا الى مدينة نابلس، جلس في جانبه شخص من مدينة جنين تبين لاحقًا أنه كان يحمل فيروس كورنا، وتم انتقال العدوى لمرعي عن طريقه.

يقول الشيخ مرعي “52 عامًا” المتزوج من إثنتين وله خمسة عشر من الابناء من الذكور والإناث ويعمل تاجراً: ” تفاجأت في التاسع عشر من آذار الماضي بحضور عناصر الطب الوقائي للمنزل، وأخبروني أنني اختلطت بمصاب بفيروس كورونا، وتم نقلي الى مستشفى “هوجو تشافيز” في بلدة ترمسعيا وقاموا بأخذ عينة مني وفحصها، وتبين أنني مصاب بالفيروس”.

بعد الفحص الذي كشف عن إصابة مرعي بالفيروس، قام الطب الوقائي بأخذ عينة من 46 شخصًا من أهله و22 من المخالطين له خلال عودته للبلدة، و10 عينات عشوائية من داخل البلدة، وظهرت النتائج كلها سلبية.

نقل مرعي الى مدينة أريحا للحجر الصحي، لمتابعة حالة شفائه من المرض، “مكثت في الحجر الصحي 24 يومًا، وكانت النتيجة تظهر إيجابية، دون أن تظهر علي أعراض الإصابة بالفيروس، وحسب تشخيص الأطباء المتابعين لحالتي، فإنني أتمتع بصحة جيدة ومناعة قوية، وهذا ما منع ظهور أعراض المرض”، يقول الشيخ مرعي.

ويضيف: “في الأسبوع من الفحوصات اليومية كانت النتيجة سلبية، وتم إبلاغي أنا و10 محجورين بالشفاء من فيروس كورنا، 7 منهم من مدينة بيت لحم وإثنان من مدينة نابلس، وآخر من رام الله، وتم نقلي في سيارة إسعاف مخصصة من مدينة أريحا الى بلدتي قراوة بني حسان، حيث كان في استقبالي محافظ سلفيت د. عبد الله كميل والطواقم الطبية في المنطقة وعدد من أهلي، مع اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية المشددة.

خلال حديثه لـ “الحياة الجديدة” لم ينس الشيخ مرعي الثناء على الطواقم التي كانت تقدم الخدمات للمحجورين من طعام وشراب وخدمات صحية، وكانوا يعرضون حياتهم للخطر من أجل سلامة المحجورين.

لم تنته قصة الشيخ حسن مرعي بعد عودته الى بيته في قرواة بني حسان، بل طلب منه أن يلتزم بالحجر المنزلي 14 يومًا، وعدم الاختلاط بالأهالي للتأكد من عدم نقله العدوى لهم.

ووجه الشيخ حسن مرعي رسالة الى أبناء شعبنا تحثهم على الالتزام في البيوت، من “أجل صحتكم وصحة أبنائكم”.

وقال انه يأمل أن ينشر تجربته مع المرض، ليبعث مشاعر الراحة في نفوس الآخرين.

وبشفاء الشيخ حسن مرعي من فيروس كورونا، تصبح محافظة سلفيت خالية من أية إصابات بالفيروس، كما أكد المحافظ اللواء عبدالله كميل.

الحياة الجديدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى