هل استنشاق الهواء الساخن من مجفف الشعر يقي من كورونا؟

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي عبر العالم مقطع فيديو يدعي أن استنشاق الهواء الساخن من مجفف الشعر أو في حمامات الساونا قد يقي من فيروس #كورونا المستجدّ أو يعالجه. إلا أن هذا الادعاء خطأ. وبحسب الاختصاصيين، فإن هذه الوسائل لا تنفع، ولا دليل على أن الحرارة تؤثر في علاج الفيروس.
بدأ انتشار هذا الفيديو في منتصف آذار 2020 باللغة الإنكليزية. وما لبث أن انتشرت في العشرين من الشهر عينه نسخة مرفقة بترجمة إلى اللغة العربية.
وبحسب الفيديو، فإن استنشاق الهواء الساخن يرفع حرارة الجيوب الأنفية الباردة التي تلائم الفيروسات، فيقتلها…”.
ويفصّل المعلّق كيفية القيام بهذه العملية عبر “ضبط مجفف الشعر وتغطية فتحة سحب الهواء”، ثم “استخدام رشاش مياه لتبريد منطقة الأنف والفم برش رذاذ الماء”.
ويدعي الفيديو أن الهواء الحار سيدخل الجيوب الأنفية، “ويرفع درجة حرارتها إلى 56 درجة، فيموت الفيروس”.
ويستند مقطع الفيديو إلى صفحة منظمة الصحة العالمية هذه وهذا المقال لدعم المعلومات التي يقدمها حول الحرارة التي قد تقتل فيروس كورونا المستجدّ.
إلا أن الصفحتين تتناولان مسألة تأثير الحرارة على فيروس من عائلة كورونا ظهر عام 2003 وهو فيروس “سارس”، وذلك خلال فحص مخبريّ وليست دراسة للأثر المباشر على شخص أصابته العدوى.
ويعرّف المعلّق على الفيديو بنفسه أنه الدكتور دان لي ديمكي. وبحسب هذا الموقع الإلكتروني، فإن الشخص الذي يحمل هذا الاسم حائز شهادة دكتوراه في التعليم. أما على موقع أمازون، فيظهر هذا الاسم على أنه للمدير التنفيذي في شركة “Future World Corporation”.
ويتبين عند ولوج موقع “Future World” أنه يعرض رابط هذا الفيديو مع تحذير من أن المعلومات التي يقدمها “ليست علاجا ضد الفيروس! ولم تصادق عليها أية هيئة صحية”.
آراء الخبراء
ويقول دكتور بنجامين نيومان، الخبير بفيروسات كورونا، والذي يترأس أيضا قسم العلوم البيولوجية في جامعة تكساس إيه & إن – تيكساركانا، في رسالة إلكترونية إلى وكالة فرانس برس، إن غرف الساونا والصحراء ومجفف الشعر لا تؤثّر على فيروس كورونا المستجدّ.
ويضيف أن “استنشاق الهواء الساخن في غرف الساونا أو من مجفف الشعر لن يكون له أي تأثير لناحية الوقاية من فيروس كورونا المستجد أو علاجه. والطريقتان، بصراحة، غاية في الغرابة. والاعتماد على الهواء الصحراوي لهذه الغاية “من الجنون أيضًا”.
إلى ذلك، يقول الدكتور نيومان أن “لا دليل قويّاً يربط درجات الحرارة بسريان فيروس كورونا المستجد الذي يرتبط بشكل مباشر بالمسافة القصيرة التي تفصل شخصاً عن آخر مصاب”.
وتؤكد كاثرين لا روش، البروفسورة في علم الخلايا في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، ما قاله الدكتور نيومان.
وتقول في رسالة إلكترونية لوكالة فرانس برس: “لا دليل حتى الآن على أن الحرارة تعالج فيروس كوفيد 19”.
وبالنسبة لاستخدام مجفف الشعر، “لا دليل علمياً قطعًا على أنه قد يوفر الوقاية من الإصابة بالفيروس أو علاجه”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الأدلة الحالية تشير إلى أن الفيروس المستجد “قد ينتقل في جميع المناطق، بما فيها تلك التي تتميز بمناخ حار ورطب”.
أما مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، ومنها في الولايات المتحدة، فتشير إلى أنه “من غير المعروف الآن ما إن كانت الأحوال الجوية أو الحرارة تؤثر على انتشار كوفيد 19”.
وكالة فرانس برس