كرّست الباحثة الإماراتية، مريم الحفيتي (23 عاماً)، جل جهدها لحماية البيئة البحرية، من خلال دراسة تنوعها الجيني، وتقييم حالتها البيئية، لتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة، وزاد حبها للبيئة البحرية بعد دراستها تخصص كيمياء حيوية منذ عامين في جامعة الإمارات، إذ اكتشفت أن جمال البيئة يكمن في فهم الأسرار الجينية للكائنات البحرية، ومن هنا شرعت في رحلة استكشافية تحت الماء لدراسة التنوع الجيني، وتقييم الحالة البيئية لمياه البحر في إمارة الفجيرة.
وترى الحفيتي، التي تعمل حالياً في مركز الفجيرة للبحوث التابع لهيئة الفجيرة للبيئة، أن كل فرد في المجتمع عليه أن يصنع تغييراً إيجابياً في البيئة والطبيعة المحيطة به من خلال محافظته عليها، والإسهام في تقليل الآثار السلبية الناجمة من بعض الممارسات السلبية للأفراد تجاهها، مشيرة إلى أنها بحثت بعد تخرجها في الجامعة مباشرة عن شغفها، وهو تقييم الحالة البيئية، ودراسة الجينات البحرية، حيث وجدت ضالتها في مركز البحوث بالفجيرة، الذي كان قد بدء بمشروع دراسة وجمع عينات الكائنات البحرية كالدلافين والأسماك والقروش.
وأضافت، أنها قامت بتحليل نتائج العينات التي تم جمعها للمشروع جينياً، ثم بدأت في نظام التحليل الجيني البيئي لمياه بحر إمارة الفجيرة، من خلال أخذ عينات للمياه، ودراسة جميع الكائنات البحرية التي عبرت فيها أو تعيش فيها، وذلك للحفاظ على استدامتها، إضافة إلى معرفة المواد الميكروبية في مياه البحر، ومدى نسبة وجود ملوثات بحرية، ونسبة المعادن الثقيلة، وغيرها، بهدف مراقبة جودة المياه، وحماية الكائنات البحرية من أي ملوثات، والعمل على تقليلها.
ومع تعمقها بالدراسة العلمية المكثفة للحياة البحرية، شعرت الحفيتي بجمالها، وبدا لها أن البحر يختزن أسراراً مثيرة تنتظر اكتشافها، وعلى الرغم من عدم معرفتها بالسباحة، شعرت بالشغف لاستكشاف أعماق البحار بما فيها من عجائب وجمال، إذ قررت تحدي مخاوفها ومواجهة الغموض، فاقتحمت عالم السباحة، واعتمدت على الدروس والتدريبات التي ساعدتها في تعلم السباحة، واكتساب الثقة في مياه البحر، وبالفعل اجتازت تحدياتها بإرادة قوية وإصرار لا يلين في فترة وجيزة، حيث حصلت على رخصة الغوص. وقالت الحفيتي: «بعد أن استخرجت رخصة الغوص، غامرت في أغوار البحار، وشعرت وكأنني اخترق بوابة إلى عالم مجهول مليء بالحياة والغموض، وكل تجربة غوص تكون لا مثيل لها، واكتسبت فهماً عميقاً للتحديات التي تواجه البيئة البحرية».
وأشارت إلى أن رخصة الغوص مكنتها من المشاركة في مشروعات تابعة لمركز الفجيرة للبحوث تتطلب الدخول إلى البحر، كمبادرة زراعة شعاب المحار، بالتعاون مع أتلانتس دبي ومحار دبا باي، الذي يعتبر مشروعاً مبتكراً، يهدف إلى حماية الموائل الطبيعية والمحافظة على تنوع الحياة البحرية، خصوصاً في ظل تراجع الشعاب المرجانية، حيث تم جمع قشور المحار من المطاعم في إمارة الفجيرة، بالتعاون مع مشروع مزارع المحار، وتم وضعها في البحر بهدف إنشاء مواطن للحياة البحرية. ولفتت إلى أن المشروع يعتبر خطوة مهمة في الحفاظ على البيئة البحرية وتعزيز تنوعها، حيث تعمل شعاب المحار على جذب الأسماك، وتوفير مواطن طبيعية لتكاثرها، وبفضل عملية تنقية مياه البحر التي تقوم بها شعاب المحار، أصبحت المواقع التي تم وضعها بها ملاذاً آمناً ومثالياً لتكاثر الأسماك المحلية، وتحسين البيئة البحرية بشكل عام، مشددة على أنها مستعدة لأي مبادرة مستقبلية تسهم في المحافظة على البيئة البحرية وتعزيزها في مختلف أنحاء الدولة.
مريم الحفيتي:
. كل فرد في المجتمع عليه أن يصنع تغييراً إيجابياً في البيئة والطبيعة المحيطة به.
الامارات اليوم - طب24