حصدت مبادرتان من كردستان العراق وأندونيسيا الجائزتين الأولى والثانية لمسابقة "المبادرات الجيدة في إدماج الفتيان والرجال في جهود مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث"، التي أطلقها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" بدعم من الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – إقليم العالم العربي بهدف توثيق وتسليط الضوء على المبادرات الفعالة والمبتكرة التي تسهم في إشراك الفتيان والرجال في محاربة هذه الممارسة الضارة.
الفائز بالمركز الأول (1000 دولار أمريكي)، منظمة NWE من كردستان العراق، التي وثّقت مشروعا مبتكرا ساهم بشكل فعال في إشراك الفتيان والرجال في محاربة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من خلال حملات توعية ومبادرات مجتمعية مؤثرة. تواصلت الحملة على امتداد 10 سنوات وعالجت الممارسة الثقافية العميقة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث من خلال جهود توعية ودعوة مستهدفة. وجمعت المبادرة بين رجال الدين والأطباء والناشطات في حقوق المرأة والمقيمين المحليين. كما تم استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية لتوسيع نطاق الحملة، بما في ذلك برامج إذاعية عبر "راديو دَنگي نWE" والنقاشات التفاعلية التي تساهم في تغيير المواقف وتقليل القبول الاجتماعي لهذه الممارسة الضارة. وقد وصلت هذه المبادرة إلى آلاف الأفراد على مدار عقد من الزمن، مما ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي والدعوة لتطبيق السياسات ضد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
الفائز بالمركز الثاني (500 دولار أمريكي)، محمد تريسنا واردانا من إندونيسيا، قام بصفة شخصية بجهود مميزة لنشر الوعي حول خطورة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من خلال إشراك الرجال والفتيان في منطقة ماتارام، لومبوك. هدفت المبادرة إلى كسر الصمت المحيط بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث عبر استهداف الشباب الذكور من خلال حملات توعية وورش عمل تعليمية. قامت المبادرة أيضا بتزويد الشباب بالمعرفة والأدوات اللازمة لمعالجة القضايا الحساسة المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. كما تم تدريب المدربين الرئيسيين من الأطراف المعنية وإعداد ميسرين من الأقران لنقل التوعية بين طلاب المدارس الإعدادية والثانوية. وصلت المبادرة إلى 150 مستفيدًا مباشرًا، بالإضافة إلى الأثر الكبير على الأسر والمجتمع.
وقد تم تقييم المشاركات بعناية من قبل لجنة تحكيم متخصصة تتألف من خبيرات وخبراء في مجالات التنمية وحقوق الإنسان والإعلام، وهم : الدكتور عبد الله علي الزلب من اليمن، أستاذ مشارك وخبير في الإعلام والتنمية المجتمعية، والدكتورة لمياء عبد الغفار خلف الله من السودان، خبيرة في التخطيط التنموي وتمكين المرأة والنوع الاجتماعي، والأستاذة زينبو ديوم من موريتانيا، منسقة مركز الامتياز للقضاء على ختان الإناث وخبيرة في التكنولوجيا والاتصالات والمساعدات الإنسانية.
وبحسب آراء أعضاء لجنة التحكيم، أظهرت هذه المبادرات قوة تأثيرها في إحداث تغييرات ملموسة على مستوى المجتمع، من خلال تشجيع الفتيان والرجال على أن يصبحوا جزءًا من الحل في القضاء على هذه الممارسات الضارة، عبر نشر الوعي والتثقيف والمناصرة وتعزيز العمل المجتمعي المشترك للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
هذا، وقد توصل المنظمون بمبادرات متنوعة من مصر والسودان وجيبوتي وكردستان العراق وأندونيسيا. وتندرج المسابقة في إطار البرنامج المشترك بين الاتحاد ومركز "كوثر" حول "مناصرة انخراط الرجال والفتيان في جهود القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث".