أكد عدد من خبراء التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية على ريادة دولة قطر في مجال الرعاية الصحية الدقيقة وهو ما ساهم في تدشين معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وهو مركز وطني بحثي وتطبيقي تابع لمظلة مؤسسة قطر، مشيرين إلى الفوائد والمزايا التي توفرها الشراكات الاستراتيجية من حيث تنفيذ أهداف الرعاية الصحية الدقيقة في قطر.
جاء ذلك في ندوة نقاشية انعقدت تحت عنوان «عقد الشراكات مع شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية في الشرق الأوسط»، وناقشت الفرص والتحديات المتمثلة في تعزيز التعاون البحثي المؤثر في مجال الصحة الدقيقة.
شارك في الجلسة التي أدراتها الدكتورة إيليني فتينو، العالمة في قطر بيوبنك التابع لمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وخبراء يمثلون الشركات الرائدة في مجال علم الجينوم والطب الدقيق، منهم الدكتور فهمي ساطور، الرئيس الطبي لشركة روش في منطقة الخليج، والدكتورة رنا لونين، المدير العام لشركة سي في سي نوفارتس، والدكتورة آن أيرتس، رئيسة مؤسسة نوفارتيس، والدكتور محمد غانم، رئيس قسم الرعاية الصحية في جهاز قطر للاستثمار.
في مستهل النقاش، تناول المتحدثون معالم البيئة البحثية في المنطقة والمشهد الاستثماري السائد، مع التركيز على قطر كمركز لجذب أهم شركات العلوم الحيوية العالمية للاستثمار في البحوث الصحية الدقيقة. فسلط الدكتور غانم الضوء على أهمية الرعاية الصحية الدقيقة وتطورها المستمر في قطر. وقال: «بات الطب الدقيق هو الطريقة المثلى لتقديم الرعاية الصحية. وقد كانت قطر رائدة في هذا المجال من خلال مؤسسات مثل قطر بيوبنك وبرنامج قطر جينوم». وأضاف: «نحن نركز على توفير البنية التحتية المناسبة بحيث نتمكن من تطوير الخدمات الطبية في المنطقة والعالم أجمع، بدعم من شركات الأدوية العالمية».
من جهتها، أكدت الدكتورة أيرتس على أهمية إتاحة الوصول إلى البيانات الطبية والموارد التكنولوجية المتقدمة، والاستفادة منها في التحول من الأساليب التقليدية للرعاية الصحية. وقالت: «نحتاج إلى إنجاز الأمور بشكل مختلف. علينا تغيير عقليتنا، والتركيز على التوقع والتنبؤ واستشراف المستقبل في نهجنا للرعاية الصحية. كما علينا الاستفادة من هذه الكمية الهائلة من البيانات، والقدرات التحليلية الضخمة، والتقنيات الحسابية المتقدمة لمساعدتنا على التحول من النهج التفاعلي إلى نهج استباقي يتيح لنا تأسيس أنظمة صحية وقائية».
ناقشت الجلسة أيضاً وجهات النظر المقترحة لعقد الشراكات وضمان استدامتها، بما في ذلك دور رأس المال الاستثماري في دعم الابتكار الطبي الحيوي والتوصل إلى علاجات جديدة.
وفي إطار عرض وجهة نظر المستثمرين، أشارت الدكتورة لونين إلى كون الطب الدقيق أو الرعاية الصحية الدقيقة بات يمثل أولوية قصوى لكل شركة مستثمرة في مجال الأدوية، مركزة على أهمية التعاون، مع التأكيد على أن الثقة تمثل جزءاً أساسياً من أية شراكة. وأضافت: «لنتذكر أننا نتعاون ولا نتنافس مع بعضنا البعض».
تطرقت الندوة إلى المكاسب المتبادلة التي تحققها الشراكات في تحسين قدرات كل من صناعة التكنولوجيا الحيوية ومعاهد البحوث في المنطقة، بما يتخطى إنجاز البحوث السريرية والوصول إلى البيانات، ليطال أيضاً الاكتشافات البحثية وتحويلها إلى إجراءات طبية قابلة للتطبيق.
تعليقًا على ذلك، أكد الدكتور فهمي ساطور أنه «يمكننا الوصول إلى معادلة تؤمن الفوز للطرفين، فتحقق صناعة الأدوية انتشارًا عالميًا وتستفيد من أحدث التكنولوجيا وتتبع أساليب عمل جديدة مرنة. في المقابل، تساعد المؤسسات العلاجية، مثل المستشفيات، من خلال بناها التحتية في تأمين القدرة على الوصول للمرضى والتعامل معهم، سنحقق بذلك المكاسب لنا وللمرضى على حد سواء».
ويمثل إنشاء معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة محطة رئيسية في رؤية دولة قطر لتطبيق الرعاية الصحية الدقيقة في منطقة الشرق الأوسط. فمن خلال التركيز على الشراكات الإستراتيجية والتعاون الهادف، يهدف المعهد إلى تلبية احتياجات الرعاية الصحية المتطورة، والإسهام في رسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية في دولة قطر عبر تفعيل ممارسات الطب الدقيق، مما يمهد الطريق لمستقبل صحي وحيوي.