تعتبر متلازمة غيلان باريه مرضًا عصبيًا نادرًا قد يتسبّب بشلل المصاب بشكل كامل، وقد يحمل من الخطورة ما يؤدي إلى الوفاة.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإن المتلازمة تُدرج ضمن أمراض المناعة الذاتية، حيث يتلف الجهاز المناعي الخلايا العصبية مما يتسبب بضعف العضلات والشلل أحيانًا.
وفي حين يُشخص اثنان من كل 100 ألف بعد مشكلة صحية بهذا المرض، فإن الغموض ما يزال يكتنف أسباب إصابة البعض من دون غيرهم.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض يمكن أن يصاب به الناس من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا لدى البالغين والذكور.
وكان مغني الـ"إندي روك" وكاتب الأغنيات الأميركي سفيان ستيفنز، أشار في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي إلى تعافيه من المرض.
وقال إنه استيقظ ذات صباح خلال شهر أغسطس/ آب ولم يكن يستطيع المشي، موضحًا أن يديه وذراعيه وساقيه كانت جميعها خدِرة وشعر بوخز فيها، ولم تكن لديه أي قوة ولا أي إحساس ولا أي قدرة على الحركة.
ما هي متلازمة غيلان باريه؟
تعد متلازمة غيلان باريه مرضًا نادرًا يصيب الأعصاب الطرفية ويتسبّب بضعفها أو حتى بشللها تدريجيًا. وبعدما يبدأ في غالب الأحيان على مستوى الساقين، يصعد أحيانًا إلى عضلات التنفس ثم نحو أعصاب الرقبة والرأس.
وبشأن أسباب الإصابة بالمتلازمة، تفيد الوكالة بأن ذلك يكون من جراء تعرض المرء لمرض أضعف نظامه المناعي على غرار الإنفلونزا.
وينجم الوهن في العضلات والتراجع بالقدرات الحسية وصولًا حتى الشلل في بعض الأحيان، عن مهاجمة متلازمة غيلان باريه الغمد النخاعيني الذي يقوم بحماية الخلايا العصبية.
وكان الحديث عن "غيلان باريه" قد تصاعد في الأشهر الماضية، مع الأخبار عن ارتباط المتلازمة بكوفيد -19 واللقاحات المضادة له.
وأدرجت الوكالة الأوروبية للدواء هذه المتلازمة كعرض جانبي نادر جدًا لكل من لقاح أسترازينيكا، وجونسون أند جونسون.
أعراض متلازمة غيلان باريه
وبحسب الاختصاصي في الأمراض العصبية بمستشفى العمادي الطبيب محمد أحمد آغا، تظهر أعراض المتلازمة بداية على شكل إحساس بالوخز أو الخدر في القدمين يترافق مع وهن ينتشر بشكل تدريجي وصولًا إلى الجزء العلوي من الجسم.
ويوضح في إطلالة سابقة عبر "العربي2"، أنّه "بالإضافة إلى إصابة الجذع والأطراف العلوية يمكن أن يصل الوهن إلى عضلات الصدر وتلك المسؤولة عن التنفس ما يؤدي إلى صعوبة فيه، ما يستوجب الدخول إلى العناية المركزة والتهوئة الآلية".
ويفيد بأن الضعف قد يصل إلى عضلات الوجه، فتظهر الإصابة بطريقة متناظرة في الجهتين، وقد يؤثر على المضغ والبلع.
وبحسب الطبيب، فإن الأمر قد يصل إلى حد الإصابة بشلل في العضلات في كل أنحاء الجسم، بما في ذلك عضلات التنفس والوجه وقد يؤثر على القلب وضغط الدم ويؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.
كيفية تشخيص متلازمة غيلان باريه
بينما يعد الشعور بالوخز والخدر من الأعراض الشائعة، غالبًا ما يتجه المريض إلى استشارة الطبيب المختص بعد بدء الضعف في جسده.
وبحسب موقع "مايو كلينك"، يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة غيلان باريه عن طريق تقنيات يوصي بها الطبيب منها:
تخطيط كهربية العضل عن طريق إدخال أقطاب رفيعة الإبرة في العضلات لقياس النشاط العصبي في العضلات.
دراسة توصيل الأعصاب، وذلك من خلال لصق الأقطاب على الجلد فوق الأعصاب، وتمرير صدمة صغيرة من خلال العصب لقياس سرعة الإشارات العصبية.
ماذا عن العلاج؟
ينفي الاختصاصي في الأمراض العصبية بمستشفى العمادي محمد أحمد آغا عبر "العربي 2"، وجود علاج جذري ونوعي للمرض لأنه مناعي ويصيب الأعصاب، إلا أنه تحدث عن وجود بعض العلاجات التي تخفف الأعراض وتسرع من تطور شفاء المريض.
ويقول إن أهم العلاجات ذاك المتعلق بفصادة البلازما حيث يتم سحب البلازما من دم المصاب وتنقيتها من الأضاد التي أدت إلى إصابة الأعصاب.
ويضيف أن "العلاج الثاني يكون عبر الغلوبيولين المناعي، وهو دواء يعطى عن طريق الوريد لعدة أيام، ويساعد بنسبة الاستجابة نفسها لفصادة البلازما".
وبحسب الطبيب يلي العلاج بفصادة البلازما أو الغلوبيولين المناعي آخر طبيعي وفيزيائي، ويستعيد 90% من المرضى قوتهم العضلية كاملة والإحساس بشكل طبيعي.
المصادر: العربي - ترجمات